الحب الأخرس
3 ديسمبر , 2006
( كنت جالساً على أحد المقاعد المتهالكة لدى أحد عربات الأجرة المتجهة إلى الجامعة , كنت أفكر فيها طوال الوقت , وأفكر فيما قاله ضميري لي عن أني لابد أن أقول لها , حتى تتضح الأمور وأشعر بالراحة والسعادة , ما المشكلة في أن أقول كلمتين , فقط كلمتين : " إني أحبكِ " .. لا أدرى .. لاحظت فجأة كلمات مكتوبة خلف المقعد الذي كان أمامي , كلمات على غرار " للذكرى .. أحمد , نور , هند ... سلمى وعلاء إلى الأبد " وقلوباً يشق كل منها سهم على طرفيه حرفان يدلان على أسماء الحبيبين .. فلطمتني %@ددً<ںC7هية .. فكرة غير عادية ..... )
قلب الصفحة في سرعة إلى العكس , ناحية الشِمال , ثم قلب عدة صفحات أخرى بعنف أكثر , حتى توقف فجأة عن القلب , وتأوه من ألم بيده اليمنى , ثم أعاد ربط الشاش المنسدل من كفه الأيمن بإحكام , ثم أسقط ذراعه جانبه وأكمل قلبه للصفحات بيده اليسرى برفق .
14 نوفمبر , 2006
( عيد ميلاد حبي الحقيقي الأول للسنة الأولى , من أجمل أعياد ميلاد حياتي ..... )
نحى في تردد المجلد كله جانباً , وأحضر مجلداً آخر أقدم , من تحت كومة من الكتب والصحف والمجلات , التي تبعثرت وتراكمت فوق مكتبه الخشبي المستهلَك المركون عند ركن المنزل , حيث من أمامه حائط وعن شماله نافذة .. وفتح المجلد فتحة واحدة من مرة واحدة دون أن يفر صفحات .
14 نوفمبر , 2005
( التقيت في هذا اليوم بفتاة .. لا اعلم بالضبط ما هذا الشعور الذي أصابني حينما رأيتها لأول مرة , لن أقول بأنه الحب من أول نظرة , فأنا لا أؤمن بالخزعبلات , ولكن ما حدث أني كنت أتصفح بعض الكتب التي كانت في المعرض السنوي بالكلية , معرض المشروع القومي للترجمة , حتى فوجئت بها آتية تسألني - وكأنها تعرفني - عن مراجع طلبتها منا دكتورة القسم , إذن فهي تعلم أني معها في القسم , وأنا لا أعلم ! على أي حال صرت أحمق كعادتي ولم أدلها على شيء مفيد , حينئذٍ أردت أن تطول المحادثة قليلاً , وكنت أشعر أني أنجذب لها كما ينجذب الحديد إلى المغناطيس , حتى انتهى الحوار , ورحلَت , عندئذٍ أحسست بأن نفسي / روحي كادت تخرج لتلحقها , ثم عزمت على أن أتعرف عليها .. هي معي في نفس القسم , حسناً , سأتخذ المراجع التي سألتني عنها كوسيلة للتعرف عليها , ومن ثم التعرف عليها أكثر )
هادى جمال ,,,,,,,
ظل ناظراً إلى توقيعه بازدراء , ثم تداعت إلى ذاكرته المثقوبة ومخيلته المشوشة بعض الصور لنقود مكتوب عليها اسمه , وخلفيات مساند لمقاعد مكتوب عليها اسمه , وأخذ في طرق المكتب بتوتر بقلم كان على سطح المكتب , ثم اقتحمت ذاكرته هواتف محمولة وارتباكات وغيامات , وطرقاته تزداد عنفاً على المكتب , حتى أفاق من الم يده من أثر الطرق , و وجد ورقة مطوية عن أخرها قد هوت أمامه من أثر الطرق بعد أن كانت مدفونة وسط المجلد في نفس الصفحة التي كان يقرأها .. فتحها ..
( الصـمت يُغنى عن الكـلام *** والحـب يُغنى عن السـلام
والصمت والحـب إن اجتمـعا *** تنحرف الجـهة عن الأمـام )
رفع حاجبيه كأنما تذكرها فجأة , أو كأنه لأول مرة يقرأ ذلك , ثم ضحك من أنفه في بؤس , ثم تذكر فجأة شيء ذكرته إياه تلك الورقة , فكاد أن ينحى المجلد القديم جانباً ويأتي بالجديد , إلا أن عينه ظلت ثابتة على ذلك التاريخ ( 14 نوفمبر , 2005 ) بالمجلد القديم , ظل يتأمل التاريخ , وحدَّق إلى كلمة ( نوفمبر ) , ظل هكذا كثيراً , حتى قام من مجلسه بعد كسل من أثر برودة الجو وصقيع الهواء , ونفخ في كفيه عن قرب , ثم أحضر أسطوانة موسيقية , و وضعها في مشغل أسطوانات ( إم بى ثرى بلاير ) أهداه له عمه , وأوصله بسماعات كبيرة اشتراها هو بنفسه , وضبط الأسطوانة على مقطوعة موسيقية للموسيقار ( يانِّى ) , مقطوعة ( نوفمبر سكاى ) , فقطعت سكون ما بعد منتصف الليل بنغماتها , ورجع في بطء , واضعاً يديه داخل أجياب معطفه , ثم جلس على مقعده ناظراً أمامه إلى الحائط الأصفر , ثم رفع رأسه ليرى ألواحاً تشكيلية وصور بورتريت مشهورة , ومناظر طبيعية مصورة بطول الحائط , تأملها كما يفعل كل يوم , ومع النغمات تخيل نفسه في شهر نوفمبر وأرست ذلك لوحة لمنظر طبيعي خلاب مقاس60 90x بسماء جميلة رومانسية , وتخيل نفسه هناك معها يقول لها " أحبكِ .. أحبكِ " ويحتضنها , فتشدد هي من الاحتضان وتقول " وأنا أيضاً أحبك " .
ظل هكذا حتى وقع رأسه لأسفل عند انتهاء المقطوعة , فرأى الورقة المطوية , فأحس بثقل الأمر الواقع على كتفيه , ومع ذلك ظل مع خيالاته وقام ببطئه المعتاد وأعاد تشغيل المقطوعة ورجع يجلس يتأمل اللوحة , ثم داهمته فكرة , أن يحول ما لديه من خيالات إلى حيز الواقع قليلاً , ففتح النافذة عن شماله , ونظر إلى السماء , لا زالت سوداء وملبدة بالغيوم , ولم يأت الشروق بعد , وهل تستوي سماء فبراير بسماء نوفمبر ؟! غير أن رياح هبت فجأة وكأنها تبصق في وجهه , جعلت بعض الأوراق تحلق في الهواء , فغلق النافذة بدون صبر .
نظر إلى تلك الورقة المطوية بغيظ طويلاً , حتى تذكر فجأة الأمر الذي ذكرته إياه تلك الورقة , فظهرت على وجهه ابتسامة بسيطة وشرع في جلب المجلد الجديد وأخذ يفر صفحاته ويقلِّبها , ومازالت تلك الابتسامة على وجهه , حتى جاءت صفحة معينة وقف عندها , وازدادت بسمته قليلاً ..
7 مارس , 2006
( هنا وفي هذا اليوم , وقفت مع نفسي وقفة , فلابد أن أفعل شيئاً , فها أنا قد تعرفت عليها أكثر , وتعودنا على بعضنا البعض إلى حد ما .. قال لي ضميري الأوحد أني يجب أن أقول لها أني أحبها , ولكني أتخوف من ذلك , ليس لدىَّ الجرأة , لا أعلم , ربما لو قلت ذلك لكان رد الفعل سلبي تماماً ومن ثم سأُحطَّم نفسياً لا محالة , أقول لضميري هذا فيقول لي أليس أن تقول هو أفضل من وضعك الراهن ؟ فأقول له , أتعلم .. مثلي وحبي وقولي كمثل مُذَنَّب قادم ناحية الأرض , إن تركناه دمرها , وإن فجرناه , لن نعلم هل سيتناثر من حول الأرض , أم أن أشلاءه ستتهاوى فوق سطحها ! .. ولهذا فالأصوب أن أقول لها وليحالفني حظي , ولكني في هذا اليوم قلت على طريقتي أنا .. ففي الصباح الباكر دخلت الجامعة ,وكنت أول من دخل المدرج , فأحضرت قلماً وكتبت على السبورة شعراً رومانسياً من أشعاري , وجعلت عدد بيوته أربعة , ووافقني الحظ في أن اسمها مكون من أربعة حروف مثل اسمي , فجعلت أول حرف من كل بيت هم حروف اسمها , وآخر حرف من كل بيت هم حروف اسمي , وكتبت أسفل القصيدة اللغز " اسم من أكتب لها عن اليمين , واسمي أنا عن الشمال " . ثم جاء طلاب القسم والتفوا حول السبورة وانحشرت معهم كأني أفكر أنا أيضاً , ظلوا طويلاً , حتى أحسست بغباء ذلك القسم بمن فيه , حتى جاء الدكتور , فتراجعوا كلهم ,وتأمل السبورة قليلاً ثم نطق باسمي واسمها , لقد حل اللغز , ولكنه سرعان ما مسح شعري , وقليلاً من سمعه وهو ينطق بالأسماء وكثيراً من لم يهمه الأمر , والأمرّ من كل ذلك أنها لم تأتي هذا اليوم ! )
هادى جمال ,,,,,,,
اختفت البسمة من وجهه حينما اتجهت عيناه مرة أخرى نحو توقيعه , فتداعت مرة أخرى تلك الخيالات كالكوابيس داخل ذاكرته .. مقاعد مكتوب عليها اسمه ونقود كذلك , وحوائط وأسوار كلها مكتوب عليها اسمه , ورنات لهواتف جوالة واقتحام لباب منزله .. حتى أخذ بُقَلِّب الصفحات بعنف بيده اليمنى ناحية اليسار , ويزداد عنفاً كلما زادت تخيلاته تلك , حتى طرق بكفه الأيمن في غيظ على المجلد , فتأوه بشدة من أثر ألم يده الشديد ..
جلس صامتاً هادئاً لفترة , ثم قام يضمد جرح كفه الأيمن بضمادة جديدة , ورجع يجلس جلسته , و وضع يده اليسرى تحت مقعدته ليدفئها , و وضع يده اليمنى على ظهرها على المكتب أمامه .
ظل ناظراً إلى يده المربوطة , ظل مدة طويلة , حتى ظهرت ابتسامة أخرى غير الأولى , ابتسامة على غرار الذين ضحكوا على خيبتهم , ودعم تلك الابتسامة بقلب عدة صفحات بيده اليمنى , فكسله منعه من إخراج يده اليسرى من تحت مقعدته , حتى وصل إلى صفحة معينة وقف عندها , وازدادت البسمة خيبة ..
23 ديسمبر , 2006
( لا أعلم ماذا أقول , ولكنها أخطائي أنا وحدي وأنا مسئول عنها وحدي , فبعد أن هددني ذلك المجنون , أدركت أنه لم يكن يمزح عندما جاء هنا بصحبة اثنين معه , وها هي النتيجة , أكتب الآن بيدي اليسرى , بعد أن ..... )
اتسعت ابتسامته البائسة أكثر , وتدلى حاجباه , و واربت عيناه , على غرار أن الأمر قد انتهى وهو أمر واقع , فشرع في قراءة الأحداث بالترتيب ليتسلى في بؤسه وخيبته قليلاً , فقلب الصفحات برفق بيده اليمنى , ولازالت الأخرى يجلس عليها , حتى وصل إلى صفحة معينة وقف عندها , وقرأ أولها سريعاً ..
3 ديسمبر , 2006
( كنت جالساً على أحد المقاعد المتهالكة .... لاحظت فجأة كلمات مكتوبة .... فلطمتني فكرة داهية .. فكرة غير عادية , وهى أن أكتب رقم هاتفها الجوال على ظهر المقعد وأن من يتصل بذلك الرقم يقول " هادى جمال يحبكِ " , وأن أكتب رقمي الجوال أيضاً حتى أعطى من يفعل ذلك مكافأة مالية كإغراء , وهذا نص ما كتبته فعلاً اليوم : " أطلب هذا الرقم ( رقمها ) وقل لمن يرد عليك , هادى جمال يحبكِ , ولك مكافأة مالية تحصل عليها عندما تتصل بهذا الرقم ( رقمي ) " , وفي هذا اليوم أغرقت خلفية كل مقعد جلست وراءه بتلك الكلمات , وهذا ما سوف أفعله كل يوم , ربما توصلت لنتيجة , ستكون نتيجة مبهرة دون شك )
هادى جمال ,,,,,,,
قلب الصفحة في اشمئزاز ..
4 ديسمبر , 2006
( لقد أدركت صعوبة تحقيق هذا الهدف , فإني لأركب عربتين في اليوم الواحد فقط , وحتى أملأ معظم مقاعد العربة أتحرك كالمهرج بين الكراسي فيرتاب في الناس , غير أنه من النادر جداً أن أجد مكاناً لأجلس فيه أصلاً , وحتى لو جلست يجب أن أكون وحدي ليس بجانبي أحد , .. لذلك كله عزمت على تعميم كتاباتي , سأكتب على الأوراق النقدية وعلى أسوار الهيئات العامة وعلى المساحات البيضاء في الإعلانات , وفي كل مكان يمكن الكتابة فيه سأكتب , حتى يتكلم شخص باسمي لتعلم أني أحبها , ويجب اختصار الجملة قليلاً حتى تتاح في الورقة النقدية , حسناً .. عمل وجهد كبيران , نصل في النهاية إلى الهدف المنشود , الهدف الذي ..... )
ضحك من أنفه وقلب عدة صفحات رغماً عنه , فصبره لم يحتمل .
20 ديسمبر , 2006
( هذا هو يوم المفاجئات , وقد تحقق الهدف , فكنت أجلس معها في الحديقة بالجامعة , المحاضرات قد أُلغيت , ويشاء القدر أن يتحقق الهدف أمامي ونكون نحن الاثنين معاً , فرن هاتفها وتكلمَت ثم سكتت متعجبة ثم لا تعليق إلا نظرات لم أفهمها آنذاك , حتى رن هاتفي بعد لحظات , فارتبت في الأمر , فأخرجته وتكلمت , وجدت أن الهدف قد حدث , لا أعلم لماذا كان قلبي مقبوضاً , فقمت وتكلمت بعيداً عنها , وقلت له أني سأتصل به في وقت لاحق ولكنه سألني عن عنواني فأعطيته إياه , ورجعت ومازالت هي في صمتها تفكر - أو لا تفكر - , تصنعت وقلت لها : " ما بكِ ؟ " فقالت مسرعة : " لا شيء .. يجب أن أرحل الآن , سلام " . لا أعلم هل هذه بشرة خير أم ماذا , يقولون أن السكوت علامة الرضا , من يدرى ؟ )
هادى جمال ,,,,,,,
قلب الصفحة في مقت ..
21 ديسمبر , 2006
( لم تأت هي في هذا اليوم رغم اتفاقنا , واتصل بي من كلمها مطالباً بالمكافأة , فقلت له عندما تتحسن الظروف وتظهر النتيجة ساطعة سأكافئك , فاحتج واعترض , فقلت حسناً لن أعطيك شيئاً , فليس لديَّ نقود حتى , فسب ولعن وهددني بأنه سيقتلني , فأصررت على عنادي , فقال لي , حسناً سأريك ! ..... )
قلب صفحتين ودعك عينه , ثم قرأ مسرعاً أول الكلام ..
23 ديسمبر , 2006
( لا أعلم ماذا أقول .... فبعد أن هددني ذلك المجنون .... جاء هنا بصحبة اثنين ....أكتب بيدي اليسرى , بعد أن أدخل سكيناً حاداً بأكمله داخل بطن كفي الأيمن في محاولة لقتلي , فتصدى الكف الأيمن عن جدارة , لقد غرز الجرح حتى أن السكين كاد أن يكسر عظام كفي , هذا بخلاف القبضات واللطمات التي تلقيتها من ثلاثة مخدرين , ظل الوضع ميئوس منه حتى اجتمع الجيران وجيران الجيران وجاءت الشرطة وانتهى الأمر .. بالمناسبة , لم تأت أيضاً في هذا اليوم , ولا أمس بالطبع فكان يوم جمعة ..... )
قلب ..
24 ديسمبر , 2006
( لم تأت أيضاً في ..... )
قلب ...
25 ديسمبر , 2006
( في هذا اليوم أيضاً ..... )
ثم قلب قلبه الهستيري المعتاد , ولكن بيده اليسرى هذه المرة , و وقف وقفاً عشوائياً .
3 يناير , 2007
( ازدادت لديَّ تلك المكالمات , والكل يطالب بالمكافأة ولكني أعتذر بالطبع , وحمداً لله أنه لم يصادفني أحداً مثل ذلك المجنون صاحب ثقب كفي , ولكني سأغلق هاتفي الجوال لفترة طويلة عسى أن لا يتصل بي أحدهم أو غيرهم مرة أخري .. ولكن هل يا ترى يتصلون بها قبل أن يتصلوا بي ؟ هذا أمر لا شك فيه , فما حالها الآن على هذا ؟ هي لم تأت منذ تحقق الهدف على كل حال . ولكن هل أخطأت أنا ؟ )
هادى جمال ,,,,,,,
ضحك من أنفه في اشمئزاز , وكف عن قلب الصفحات , إلا أنه تردد في إظهار آخر هذا المجلد , فمسك بآخر صفحة ولكنه لم يظهرها , ثم أغمض عينيه وهوى بجبينه على المكتب قليلاً , ثم قام ونظر إلى النافذة , ففتحها , كان هناك بصيص من ضوء الشروق , وبدأ بياض الغيوم والسحب في الوضوح , ثم أعاد النظر إلى الجزء الأخير الممسك به بيده ويرفض قلبه , يرفض مجرد النظر إليه , إلى آخر صفحة , ظل ناظراً كثيراً , حتى قام من مجلسه وترك المجلد مفتوحاً على تاريخ ( 3 يناير , 2007 ) , وذهب إلى مشغل الأسطوانات وضبط نفس الأسطوانة التي بداخله على مقطوعة موسيقية لنفس الموسيقار ( يانِّى ) , مقطوعة ( إف آى كُود تِل يُو ) , فقطعت الصمت بأنغامها , وقبل أن يذهب إلى أريكة اعتيادية بجوار مكتبه تمطى ثم تثاءب , ثم أراح جسده عليها , وراح في سبات عميق على أنغام الموسيقى .
أرادت أرياح فاضحة أن تهبَّ عبر النافذة المفتوحة , فأدارت صفحات المجلد , فوقف عند آخر صفحة .
10 يناير , 2007
( هذا هو أول أيام الامتحانات , لم أرها في الامتحان , ولكن رأيتها بالصدفة بعد الامتحان , كانت على مثل حالتها السابقة يوم تحقق الهدف ويا له من يوم أخرق في مجمله , حاولت أن اكلمها فقلت : " ما بكِ ؟ " فهبَّت في هبوباً : " أتظن نفسك ذكياً عندما تفعل فعلتك تلك ؟! أسعيد أنت بإهانتي باسمك عبر تحرشات هاتفية , عشرات المكالمات في جميع أوقات اليوم والليلة يقولون لي أنك تحبني , هل تظنني بلهاء لأن أحبك بتلك الطريقة الحمقاء ؟! أنا لا أعلم ماذا أردت أنت بالضبط , ولماذا تفعل فعلتك كل يوم وليلة ؟! ..لقد خيبت أملى بك , أتعلم .. لن تصدقني , لقد كنت معجبة بك أقصى الإعجاب , وكنت أشعر بالطبع بأحاسيسك ناحيتي , وكنت أتمنى أن أرى اليوم الذي أسمع منك فيه هذا القول بنفسك , قول أنك تحبني , .. كنت سأحبك .. إلى الأبد , .. أما الآن , وبعد ما حدث , فقد فات الأوان , ولن أقبل أي اعتذار , وإذا سمحت .. كأنك لم تعرفني من قبل " .. ثم رحلَت , وكأني لم أعرفها من قبل , وكأني لم أحبها من قبل , وكأننا كنا لا شيء وأصبحنا لا شيء )