high aims
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

high aims

ان يضم هذا المنتدى مواضيع هامة جدا وشيقة ومفيدة للاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "" أرجوحـة اسمها الـحـيـاة ""

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mahzizo
عضو نشط
عضو نشط
mahzizo


المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 05/09/2008

"" أرجوحـة اسمها الـحـيـاة "" Empty
مُساهمةموضوع: "" أرجوحـة اسمها الـحـيـاة ""   "" أرجوحـة اسمها الـحـيـاة "" Icon_minitimeالأحد سبتمبر 07, 2008 4:20 pm

إختلط صوت العصافير مع خرير الماء في النافورة الأثرية مع ضحكتها الطفولية وكأنها سيمفونية تعزف لحن السعادة بين جنبات الحديقة الزاهرة..
تندفع للأمام فترقى لأعلى وعيناها تحلق بالنظر في فضاء السماء الصافية.. بينما يداها تمتثل لحيائها فتهرع في تغطية ساقيها اللتين كشفهما الهواء المنساب..ثم ترتد للخلف فتهبط لأسفل ثم تعاود الارتقاء لأعلى لكن هذه المرة وجهها نحو الأرض.. الأرجوحة هي متعتها ومشاغبتها الطفولية.. فقد أهداها لها عمها وقت أن كان عمرها عشر سنوات.. ولا زالت الأرجوحة هي عشقها لأنها تمارس من خلالها طفولتها.. ولأنها من أقرب القلوب إليها عمها الوحيد.. الفرق بين عمريهما خمس سنوات.. درس هو الإقتصاد بفرنسا.. بينما درست هي إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية.. هو يعشق المرح خارج جو العمل.. هى تعشق العمل فى المرح..!



هى الابنة الوحيدة لأسرة عرفت رغد العيش ونعمة المال وتوارثتها أبا" عن جد.. كل من يحيطون بها من أهل وأحباب وخدم وحشم تعودوا أن يداعبوها وأن يعاملونها كأنها أميرة القصر.. كل طلباتها مجابة.. ضحكتها تصنع السعادة داخل الفيلا الأنيقة..


كان عمها هو أقرب صديق لها.. لاتخفى عنه شيئاً مما يدور في نفسها.. كانت تحكى له مغازلات زملاءها في الجامعة.. وكان الوحيد الذى يمكنه أن يتصفح دفترها السري الذى تخط فيه أحلامها وآمالها وحرمانها العاطفي كأي بنت عمرها فقط 18 عاما"..

"" أرجوحـة اسمها الـحـيـاة "" 3183531191059685ff0nl3

لازالت سابحة بين الأرض والسماء فوق أرجوحتها التى أدمنتها.. لكن قلبها ينخلع على صوت صاخب لارتطام يزامنه صوت تهشم زجاج بعنف فتذهب بعينيها بعيدا" عند البوابة الخارجية .. دخان وموجات من الأتربة تتصاعد لأعلى.. صرخات في الشارع المقابل.. تقفز من فوق أرجوحتها لتهرع خارجة من الباب.. تسقط عيناها على آخر ماتتوقعه من صدمة.. سيارة كانت مسرعة قادمة من الشارع الجانبى باستهتار شاب صغير ارتطمت بسيارة عمها الذى إقتربت كثيرا" من بوابة الفيلا.. حطام في حطام.. وقطرات من الدماء الساخن لوّنت السيارة من الأمام.. عمها غارق فى الدماء وجفونه مطبقة.. جروح في وجهه تجرح قلبها.. وصمت على شفتيه يثير الصخب والفزع في عقلها.. مات عمها بين الحطام..تسقط مغشيا" في لحظة وصول الخدم والعاملين بالفيلا..!

"" أرجوحـة اسمها الـحـيـاة "" Somena8fw3
أربعة أيام قضتها في المستشفى ,خرجت بعدما بدأت تتعافى من أثر الصدمة النفسية التى عصفت بسعادتها ونهشت قلبها الطفولي الحالم.. اصطحبها والداها اللذان عادا من زيارتهما للعاصمة البريطانية بعدما بلغهما الخبر.. رأسها تنام على كتف أبيها ويدها تحيط برقبته فى حنان وإحتياج!.
لكن والدها أصر أن تنعم بالراحة في غرفتها على أن يزورها أحد الأطباء يوميا" للتأكد أنها على مايرام.. الساعة تدق الواحدة ظهرا".. تنهض من نومها العميق بعدما عبثت الحبوب المنومة بجفنيها وأدارت رأسها في ثبات.. باب الغرفة ينفتح ليدخل أباها وبرفقته الطبيب الشاب.. هذا هو اليوم العاشر الذى يزورها فيه.. كل يوم لا تشعر أنها بخير إلا وهو إلى جوارها.. يتحسس نبضها بأنامله وعيونه الصافية على عقارب ساعته.. بينما عيونها تراقب ابتسامته المطمئنة لها فتشعر أن العافية تدب في كل أوصالها من جديد ويتورد وجهها من السعادة والخجل والأمل.. تنهض من سريرها لتصطحبه كعادتها في اليومين الماضيين ليتجولا في الحديقة سويا.. ربما هي حنكته ومهارته في تأهيلها النفسي.. وربما لأنه مثلها يحتاج أن تتجول روحه بين صوتها العذب ورائحة الزهور التى تملأ الحديقة.. لازال يحدثها عن أيام انكساره ومعاناته الأولى.. يحكي وهي تصغي بإمعان ويزداد بريق عينيها إعجابا" ورضا ببساطته.. يحكي لها عن حبه الذى فشل في أول تجربة له.. وكيف عاد بعد كل ذلك إلى نفسه ووقف على قدميه مرفوع القامة معتزاً بما يحققه من نجاح في حياته العملية..يحكي ويده اليمنى في جيب سرواله بينما يده اليسرى تداعب كل ما يصادفه من زهور..!


يقتربان من الأرجوحة..
تتسمر قدماها في الأرض..
تتصبب عرقا" وتتسارع دقات قلبها..
تشيح بوجهها بعيدا" عنها..
لكن أنامله تدعوها في حنان وعزم على المضيّ للأمام..


تجلس بينما هو يدفع الأرجوحة من الخلف في هدوء وقليل من الإصرار..


تندفع للأمام فترقى لأعلى وعيناها تحلق بالنظر فى فضاء السماء الصافية.. بينما يداها تمتثل لحيائها فتهرع في تغطية ساقيها اللتين كشفهما الهواء المنساب..ثم ترتد للخلف فتهبط لأسفل ثم تعاود الإرتقاء لأعلى لكن هذه المرة وجهها نحو الأرض..ورغم هذا فروحها عالية تصدح بالسعادة من جديد..!



تمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"" أرجوحـة اسمها الـحـيـاة ""
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
high aims :: المنتدى العام :: قصص عااااااااااامة-
انتقل الى: